Page 140 - almanara magazine
P. 140

‫حكايات تبقى‬

   ‫حكمة الهدهد‬

      ‫دعا الهدهد طيور الغابة منذ ال صصباح الباكر اإلى اجتماع طارئ‪ ،‬وبدا وك أان اأمر ًا خطير ًا قد وقع‪ ،‬اأو‬
                          ‫هو على وشصك الوقوع‪ ..‬فمثل هذه الدعوات ’ تحدث اإ’ في حا’ت نادرة‪.‬‬

   ‫سصارعت الطيور تم صسح عن عيونها اآثار النوم‪ ،‬وم صضت في طريقها نحو السصاحة الكبيرة‪ ،‬محاولة اأن تخمن سصبب‬
                               ‫هذه الدعوة المفاجئة‪ ،‬وعندما اكتمل الحضصور‪ ،‬انبرى الهدهد يتكلم‪:‬‬

  ‫‪ -‬أانتم تعلمون أايها ا’أعزاء أان هذه الغابة هي موطننا وموطن آابائنا واأجدادنا‪ ،‬و صستكون أ’و’دنا و أاحفادنا من‬
  ‫بعدنا‪ ..‬لكن ا’أمور بد أات ت صسوء منذ اأن ا صستطاعت بندقية ال صصياد الوصصول اإلى هنا‪ ،‬فاأصصبحت ت صشكل خطر ًا على وجودنا‪.‬‬

                                               ‫‪ -‬كيف؟‪ ..‬قل لنا‪ ..‬ت صساءل الع صصفور ال صصغير‪.‬‬
‫‪ -‬في كل يوم يتجول ال صصيادون في الغابة مترب صصين‪ ،‬ولعلكم ’حظتم مثلي كيف اأخذ عددنا يتناقصص‪ ،‬خصصو صصاً تلك ا’أنواع‬

                                                                     ‫المهمة لهم‪.‬‬
                                                          ‫‪ -‬مثل ماذا؟ ت صساءل الببغاء؟‬
‫‪ -‬مثل الكنار والهزار والكروان ذات ا أ’ صصوات الرائعة‪ ..‬ومثل الحمام والدجاج والبط وا’أوز والشصحرور والسصمان ذات‬
‫اللحم المفيد‪ ،‬والبيضص المغذي‪ ،‬ومثلك أايها الببغاء‪ ..‬ف أانت اأف صضل ت صسلية لهم في البيوت‪ ،‬نظر ًا لحركاتك الجميلة وتقليدك‬

                                                                      ‫أ’ صصواتهم‪.‬‬
‫وقف الطاووسص مختا ً’‪ ،‬فارد ًا ريشصه الملون ا’أحمر‪ ،‬وا أ’ صصفر‪ ،‬وا أ’خ صضر‪ ،‬وا أ’سصود‪ ،‬وقال‪’ :‬بد أانك نسصيتني اأيها الهدهد‪،‬‬

          ‫فلم يَر ْد ا صسمي على لسصانك‪ ،‬مع أانني أاجمل الطيور التي يحب ا’إن صسان الحصصول عليها‪ ،‬ليزين بها حدائقه‪.‬‬
             ‫‪ ’ -‬لم أان صسك‪ ،‬وكنتُ على وشصك أان اأذكرك‪ ..‬ف صشكلك من أاجمل ا’أشصكال‪ ..‬ولك ْن حذار من الغرور‪.‬‬
                          ‫قال الحجل بدهاء‪ :‬معك حق في ما قلته أايها الهدهد‪ ..‬حذار من الغرور‪..‬‬
                                 ‫نظر الطاووسص نحو الحجل بغضصب صشديد‪ ،‬اتجه اإليه وهو يوؤنبه‪:‬‬
                             ‫‪ -‬إانك ’ تقل خبث ًا عن الثعلب الماكر‪ ،‬ولذا لن أاعيرك أاي اهتمام‪.‬‬
                           ‫حاول الحجل اأنْ يرد له ا إ’هانة‪ ،‬لكن الهدهد هداأ من حاله قائ ً‪ Ó‬له‪:‬‬

       ‫‪ -‬دعونا ا آ’ن من خ‪Ó‬فاتكم‪ ..‬فاأنتم اإخوة ويجب اأن ’ تن صشغلوا عن المشصكلة الكبيرة التي تواجهنا‬
                                                                ‫جميع ًا‪.‬‬

           ‫قال الشصحرور‪ :‬اأيها ال صصديق معك حق‪ ..‬لقد ’مسصت كبد الحقيقة‪ ..‬قل لنا ماذا نفعل؟‬
                     ‫رفع الهدهد وجهه‪ ،‬فاهتزت ري صشاته المغروسصة في ر أا صسه‪ ..‬قال‪:‬‬

                 ‫لقد دعوتكم لنتبادل الراأي في هذا المو صضوع‪ ..‬فليذهب كل منكم إالى‬
                    ‫عشصه ا’آن‪ ،‬وياأتني غد ًا في مثل هذا الوقت بالتحديد‪ ،‬وقد‬
                         ‫حمل اإلي ح ً‪ Ó‬ن صستطيع به حماية اأنف صسنا من‬
                                  ‫بنادق الصصيادين‪.‬‬

                                                                                                                                             ‫‪140‬‬

                                                                                                                                                          ‫‪2016 ôѪàѰS 162 Oó`©dG‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145