Page 9 - aaaa
P. 9

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

                                                                                                     ‫‪ .1.1‬ماه ّية ال ّناع‬

‫الـ ّزاع ليـس بالضـرورة عنيفـا أو سـلب ّيا‪ ،‬ولكـن بالأحـرى متأصـل في جميـع المجتمعـات‪ .‬وهـو بالتـالي وجود علاقة بين طرفيـن على الأق ّل (أفـراد أو مجموعات) لديهم‬
                                                                                                              ‫أو يعتقدون أ ّن لديهم أهداف واحتياجات ومصالح متضاربة‪.‬‬

‫الـ ّزاع ليـس سـلبيا بطبيعتـه‪ .‬بـل هـو أمـر موجـود‪ ،‬لا مفـر منـه في حياةالإنسـان‪ .‬ويمكـن أن يكـون الـ ّزاع إيجابيـا ويشـجع عـى الإبـداع كمـا يمكـن يمكـن أن يـؤدي‬
                                                                 ‫في بعـض الحـالات إلى صراعـات‪ .‬المهـم هـو كيفيـة إدارة الـ ّزاع لتج ّنـب تطـ ّوره وانزلاقـه إلى العنف‪.‬‬

‫كمـا أ ّن الـ ّزاع يتم ّثـل في عجـز شـخص أو أكـر عـن الاتفـاق عـى أمـر معيـن‪ ،‬ويمكـن توصيفـه أيضـا عـى أنـه انعـدام الاتفـاق أو الإجمـاع عـى الأهـداف بيـن‬
‫طرفيـن أو أكـر وتحولهـم مـن حالـة التوافـق إلى حالـة مـن التصـادم‪ .‬وقـد يكـون شـكل هـذا التصـادم ظاهـرا مـن خـال الأفعـال أو السـلوك‪ ،‬كمـا أنـه قـد يكـون‬

                    ‫خفيـا لبعـض الوقـت بسـبب عـدم التعبـر عنـه مـن قبـل أطـراف الـزاع‪ ،‬قبـل أن يظهـر للعيـان بسـبب موقـف أو حـادث يكشـف مـا كان مخفيـا‪.‬‬
‫قـد يبـدو للبعـض أن الـزاع هـو مـرادف للصـراع‪ ،‬ولكـن في الحقيقـة فـإن الـزاع مفهـوم يختلـف عـن الصـراع‪ .‬يمثـل الـزاع مرحلـة سـابقة مباشـرة للصـراع ويعـر‬
‫عنـه «المناوشـات حـول موضـوع دون الحديـث فيـه مباشـرة أو الدخـول في احتـكاك مباشـر»‪ ،‬فهـو نـزاع مـن خـال تصرفـات مسـتقلة لفـرد مـا‪ ،‬أو جماعـة مـا‪ ،‬ضـد‬

        ‫فـرد آخـر أو جماعـة أخـرى‪ ،‬ويـؤدي ذلـك إلى حالـة مـن التوتـر وعـدم الرضـا بيـن الطرفيـن المتنازعيـن‪ ،‬وإذا اسـتمرت حالـة الـزاع فإنهـا تـؤدي إلى ال ّصـراع‪.‬‬
                                                                               ‫هناك العديد من التعريفات المختلفة لمصطلح النزاع‪ ،‬يمكن تقديم بعضها كما يلي ‪:‬‬

‫▪ «الـزاع هـو تصـارع فعـي بيـن طرفيـن أو أكـر يتصـور كل منهـم عـدم توافـق أهدافـه مـع الآخـر أو عـدم كفايـة المـوارد لكلاهـم وتعويـق تحقيـق أهدافهـم»‬
                                                                                                                                              ‫(ويلمـورت و هوكـر‪.)1991 ،‬‬

                          ‫▪ «النزاع هو التصور أو الاعتقاد باختلاف المصالح‪ ،‬وأن تطلعات كل أطراف النزاع لا يمكن تحقيقها تزامنيا معا» (روبريت و برويت‪.)2004،‬‬
                                                       ‫▪ «النزاع هو أي حالة يوجد فيها طرفان اجتماعيان يتصوران أن أهدافهما غير متوافقة» (ميتشيل‪.)1981 ،‬‬
                                                                ‫▪ «النزاع هو عبارة عن مجموعة من الإدراكات لجملة من الأهداف غير المتوافقة» (ديفيز‪.)2009 ،‬‬

‫ك ّل هـذه المحـاولات لتعريـف الـ ّزاع ت ّتفـق ضمنيـا عـى أ ّنـه جـزء مـن حياتنـا اليوميـة‪ ،‬بـل هـو شـكل مـن أشـكال التفاعـل البشـري‪ .‬وغالبـا مـا يكـون إشـارة تدعـو‬
                                                                                                                                                        ‫إلى النظـر فيمـا يـي‪:‬‬
                                                                                                                                                        ‫▫ التعبير عن حاجة‪.‬‬
                                                                                                                                                        ‫▫ التعبير عن قناعة‪.‬‬

                                                                                                                           ‫▫ مظهر من مظاهر مشكلة تحتاج إلى حل‪.‬‬

                                                                                                                                                                      ‫‪7‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14