Page 15 - مجلة طموح IT العدد الثامن
P. 15

‫تحتشعارالحاجةامالاختراعانجاز تقني‬

                                                                                     ‫اية الوندي‪ ...‬خوفها من سحب الدم دفعها لابتكار جهاز لسحبه‪.‬‬
‫اسـمي ايـة جمـال الونـدي مـن محافظـة ديالـى‪ /‬خانقيـن خريجـة تقنيـات احيائيـة ‪ /‬جامعـة النهرين‪ .‬بـدأت الفكـرة عندما كنـت طالبة فـي المرحلة‬
‫الاولـى‪ ،‬فقـد كنـت مـن أكثـر الطلبـة الذيـن كانـوا يتـم ترشـيحهم للتجربـة علـى سـحب الـدم منهـم وتعليـم الطـاب الاخريـن لوضـوح اوردتـي‬
‫ولأننـي كنـت أتضايـق مـن ان يسـحب أحدهـم الـدم منـي او ان اسـحبه مـن أحـد‪ .‬فخطـرت لـي فكـرة جهـاز لسـحب الـدم‪ .‬ولكننـي لـم أسـتطع‬

                                                                           ‫شــجعني علــى الاســتمرار‬      ‫ان اخطـو اي خطـوة نحـو تطبيقهـا لأن لا خبـرة‬
                                                                                          ‫لئــا اخذلــه‪.‬‬  ‫لــي فــي تصميــم الاجهــزة ولا اعــرف شــيء‬
                                                                                                          ‫فــي مجــال الالكترونيــات ســوى معلومــات‬
                                                                        ‫بعــد فتــرة بــدأت اتعمــق فــي‬  ‫بسـيطة جـدا‪ .‬بعـد فتـرة وفـي يـوم عـادي جـدا‬
                                                                    ‫عالــم الالكترونيــات واتعــرف‬        ‫سـمعت مطـرب أسـمه (ويـدو برنـس) كانـت‬
                                                                ‫عليــه أكثــر‪ .‬وحاولــت محاولتــي‬         ‫لديــه اغنيــة يشــرح فيهــا معاناتــه لحيــن‬
                                                                ‫الثانيـة بعـد سـنتين مـن الاولـى لكن‬      ‫وصولــه لهدفــه‪ .‬فشــعرت بــأن هــذا الانســان‬
                                                                ‫المحاولــة الثانيــة انتهــت باغتيــال‬    ‫أكثــر شــخص يســتطيع الكفــاح للوصــول‬
                                                                ‫الشــخص الــذي كنــت انــوي زيارتــه‬      ‫الــى هدفــه‪ .‬وبالفعــل تواصلــت معــه وكان‬
                                                                                                          ‫كلامـه محفـز جـدا بالنسـبة لـي‪ .‬وسـاعدني في‬
                                                                                         ‫ليســاعدني‪.‬‬      ‫التقدي ـم علـى تيديك ـس لك ـن مقوماتـي ل ـم‬
                                                                ‫فشــلت للمــرة الثانيــة لكننــي لــم‬     ‫تكــن كافيــة لكــي يتــم قبولــي فوعدنــي هــذا‬
                                                                ‫استســلم‪ ،‬عندمــا دخلــت المرحلــة‬        ‫الفنــان بانــه سيســتمر بمســاعدتي وهــذا مــا‬
‫الرابعـة فـي الجامعـة طلبـوا منـي كتابـة منشـور فـي رابطـة المهندسـين الثقافيـة‪ ،‬فجاءتنـي‬
                                       ‫مئــات التعليقــات الســلبية ولكننــي حاولــت تخطــي ذلــك‬

‫فيهــا قبــول ‪ 66‬فكــرة فقــط وكنــت مــن‬           ‫لا ارادي اننــي انهيــت ‪ %50‬مــن العمــل لأن‬          ‫فذهبــت وتكلمــت مــع المشــرف عــن بحــث‬
‫ضمنهــم وحصلــت علــى شــهادة تقديريــة‬             ‫الرغبــة الملحــة بالمواصلــة والعمــل‬                ‫التخــرج الخــاص بــي فرحــب بالفكــرة جــدا‬
                                                    ‫والطمــوح والارادة كانــت طاغيــة علــي فــي‬
                                      ‫من الوزير‪.‬‬    ‫ذلــك الوقــت وفعــا فرجــت واســتطعت‬                            ‫و وعدني بالدعم المادي والمعنوي‪.‬‬
‫هدفــي مــن المشــروع هــو مواكبــة التطــور‬        ‫الاتصــال بأحــد المهندســين والعمــل معــه‬           ‫كان هــذا الشــخص هــو ثالــث شــخص أعــده‬
‫وتســهيل الحيــاة كمــا هــو الحــال فــي الــدول‬   ‫علــى تنفيــذ المشــروع وكنــت اول طالبــة‬            ‫بينـي وبيـن نفسـي ان لا اخذلـ ُه‪ .‬مضـت شـهور‬
‫المتقدمــة‪ .‬اطمــح ان يكــون جهــازي متوفــر‬        ‫انهــت بحــث تخرجهــا وحصلــت علــى درجــة‬            ‫وانــا ابحــث عــن مهندســين مختصيــن‬
‫فـي المراكـز الطبيـة قريبـا وان شـاء الله هـذه‬      ‫امتيــاز وشــاركت بملتقــى المخترعيــن‬                ‫ليســاعدوني فــي تنفيــذ فكرتــي‪ ،‬فــي تلــك‬
‫السـنة سـأكون قـد قمـت بتصميـم حقيقـي‬               ‫والمبدعيــن الــذي اقامتــه وزارة التعليــم‬           ‫الفتــرة كان يجــب علــ ّي ان املــئ اســتمارة‬
‫علــى امــل ان ينــزل الــى الســوق بعــد ان يتــم‬  ‫العالـي وتـم قبـول جهـازي وفكرتـي مـن بيـن‬            ‫توضــح المرحلــة التــي وصلــت اليهــا مــن‬
                                                    ‫‪ 465‬طالــب مشــارك علــى مســتوى العــراق‬             ‫العمـل علـى بحـث التخـرج وهنـا كان يفتـرض‬
                                        ‫اختبــاره‪.‬‬  ‫بعدهــا كانــت هنالــك تصفيــة اخــرى وتــم‬           ‫بـي ان اغيـر البحـث لأنـه كان قـد مـرت شـهور‬
                                                                                                          ‫دون ان انج ـز ش ـيء‪ ،‬ولكنن ـي كتب ـت وبش ـكل‬

‫الـى جانـب انشـغالي بتصنيـع الجهـاز كنـت اسـتغل فتافيـت الوقـت الضائـع و وقـت اسـتراحتي‬
‫بتنقيـح روايتـي التـي كتبتهـا بثـاث شـهور فقـط ومـن ثـم عرضتهـا علـى دور النشـر فلاقـت‬
‫الاستحسـان وتـم طباعتهـا وعرضهـا فـي شـارع المتنبـي بنفـس اليـوم الـذي كنـت قـد اكملـت‬
‫فيـه اللمسـات الاخيـرة لجهـاز سـحب الـدم وحقـن الـدواء‪ .‬فـكان تاريـخ ‪ 31‬مـارس ‪ 2018‬موعـدي‬

                                                                       ‫فـي أسـتلام روايتـي صباحـا‪..‬‬

‫اسـتلمت عصـر نفـس اليـوم جهـاز سـحب الـدم وحقـن الـدواء وانتهـت سلسـلة‬
‫الكفـاح بنجـاح لا نظيـر لـه افتخـر بـه مـا حييـت‪ .‬حيـث اننـي اثبتـت لـكل مـن لـم‬
‫يسـاندني ول ـكل التعليق ـات السـلبية وللأشـخاص الذي ـن ان ـاروا لـي الطري ـق بأننـي‬
‫املـك مـن العزيمـة والاصـرار مـا يكفـي لأحقـق احلامـي وأصـل الـى طموحـي‪ .‬ولا فرحـة‬
‫أجمـل عنـدي مـن رؤيـة الفخـر فـي عيـون كل مـن سـاندني بـدءا بالفنـان وصـولا الـى‬

                                                    ‫مشـرف بحثـي وانتهـاءاً بأهلـي‪.‬‬

‫رفاه حسن‬                                            ‫‪15‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20