Page 12 - مجلة اقتصادنا - العدد الرابع
P. 12
--حكاية فخــر --
شركة نبيل لصناعة الأحذية ..من المعدات التقليدية إلى الأسواق العالمية
البضائـع الصينيـة ،فـكان هنـاك أربـع أو التـي واجهتها الشـركة بسـبب إغلاقات تعـد مدينـة الخليـل مـن أفضـل المـدن
خمـس سـنوات مـن العمـل الشـاق فال الانتفاضـة موضحـا“ :وأذكـر أن هنـاك الفلسـطينية الاقتصاديـة والقائمة على
يوجـد منطقـة في العالـم إلا وبحثنـا صعوبـة في الوصـول إلـى المـدن ،فمثلا نشـر مجالات التطور والإزدهار الاقتصادي،
عـن مـواد الخـام فيهـا لكـي نسـتطيع اسـتعملنا 15وسـيلة مواصالت لتصـل وكان للصناعـة نصيـب وافـر في هـذه
مـن خلالهـا أن نجعـل أسـعار منتجاتنـا المدينـة ،فينتشـر على امتـداد المدينة
بأقـرب سـعر للبضائـع الصينيـة ،ولكـن إلـى مدينـة نابلـس”. عـدد كبيـر من المصانـع المختلفـة ،إلا أن
مـع اشـتراط أن الجـودة أفضـل بكثير وأن ورغم هذه الصعوبات إلا أن الشـركة كانت صناعـة الأحذية تتربـع على درجة مميزة
تبقـى كمـان كانـت عليـه منـذ سـنوات تملـك الإرادة والمثابـرة للوقـوف بقـوة بيـن بقيـة الصناعـات ،فهـا هـي شـركة
طويلـة ،واسـتطعنا أن نحقـق ذلـك في سـوق صناعـة الأحذيـة وتطويرهـا، نبيـل لصناعـة وتجـارة الأحذية تتسـابق
فنحـن الآن نصنع أحذية تتراوح أسـعارها وعملنـا على بنـاء الثقـة بيـن الشـركة في هـذا المضمار منذ نشـأتها في العام
بيـن ثمانيـة شـواكل إلـى 85شـيكل، والمسـتهلك ،وبيـن أصحـاب المعـارض ،1990إذ كانـت البدايـات في فتـرة حرجة
بالتالـي الأسـعار أصبحـت مقبولـة وفي
متنـاول الجميـع ومـع ضمـان المنتـج من و ا لمسـتهلكين ” . مـن تاريخ شـعبنا.
ومـا إن انتهـت الانتفاضـة الثانيـة رئيـس مجلس إدارة شـركة نبيل ،السـيد
خالل كفالـة الشـركة”. واسـتطاعت الشـركة الاسـتمرار في اسـماعيل الجعبـري (43عامـا) يـروي
أمـا بخصـوص التوزيـع ونطـاق الانتشـار العمـل ،فقـد تفاجأت بمنافسـة سـوقية لنـا حكايـة فخـر ،تتحـدث عـن بدايـات
لبضائـع الشـركة ،فإنهـا اسـتطاعت أن نتيجـة إغـراق الأسـواق الفلسـطينية الشـركة والظـروف التـي نشـأت فيهـا،
تصـل الـى الكثيـر مـن الأسـواق العالمية بالبضائـع الصينيـة ومـن بينهـا الأحذية، إضافـة إلى النقلـة النوعيـة التي حدثت
إضافـة إلـى أنهـا تغطـي أسـواق الضفة وكانـت هـذه عقبـة شـديدة بحيـث كان بعـد التأسـيس بثمانـي سـنوات“ :أول
الغربيـة وقطـاع غـزة بشـكل كامـل ،مـا هنـاك ضـرر كبيـر على المنتـج المحلـي انطلاقة لنا كانت سـنة ،1990وكنا نصنع
في إسـرائيل فـإن التوزيـع جزئـي ولا الأحذيـة بمعدات تقليديـة ،والفترة التي
ا لفلسـطيني . تأسسـت فيها الشـركة كانت مـن أصعب
يشـمل جميـع المناطـق. وفي هـذا الخصـوص يشـرح لنـا السـيد السـنوات على الشعب الفلسـطيني ،أي
ويوضـح لنـا الجعبـري بخصـوص توزيـع اسـماعيل بالتفصيل ما حدث في السوق خالل الانتفاضة الأولى ،إلا انه كان هناك
المنتجـات قائال“ :لقـد دخلنـا السـوق نتيجـة دخـول البضائع الصينيـة ويقول : مثابـرة وإرادة عاليـة مـن أجل الاسـتمرار،
السـوداني والأردنـي بنجـاح كبير ،وحتى “واجهنـا هـذه المشـكلة مـن خالل بناء وفي العـام 1998بدأنـا بصناعـة الأحذية
عـام 2012كان لدينـا تركيـز شـبه كامـل الثقـة بيـن المسـتهلك والشـركة وبيـن بوسـائل حديثـة ومتطـورة ،وبحكـم
على إنتـاج الأحذيـة الصيفيـة لكـي المسـتهلك وأصحـاب المعـارض ويضيف: ظـروف الاحتالل والحيـاة السياسـية
تناسـب سـوق المنطقة العربيـة وخاصة “ومـن المشـاكل البـارزة التـي واجهناهـا والأمنيـة التي يعيشـها وطننا وشـعبنا،
دول الخليـج ،وسـتكون إسـتراتيجيتنا في موضـوع البضائـع الصينيـة هـي فقـد كان لشـركة نبيل نصيبهـا من هذه
الجديـدة هـي إنتـاج الأحذيـة الرجاليـة مشـكلة الأسـعار ،بحيـث وصلـت تكلفـة التأثيرات السـلبية المستمرة والتداعيات
الربيعيـة والشـتوية طبيـة ومكفولـة الحـذاء المحلـي مـا يقـارب إلـى عشـرة الضـارة بتسـهيل عملهـا ،فخالل الفتـرة
بحيـث تصبـح لدينـا كافة الأصنـاف تنتج أضعـاف مقابـل تكلفـة الحـذاء الصينـي، التـي حققت فيها الشـركة نقلـة نوعية
فمثاًل الحـذاء المحلـي يكلف 50شـيكل مـن المعـدات التقليديـة إلـى المعـدات
مـن الشـركة”. بينمـا الحـذاء الصيني يكلف خمسـة إلى الحديثـة ،واجهـت بعـد سـنتين ظـروف
عشـرة شـواكل ،هذا الأمـر أدى إلى إغلاق صعبـة أثـر إنـدلاع الإنتفاضـة الثانيـة
وفي الختـام وجـه رئيـس مجلـس إدارة بعـض الشـركات ،وبعضهـا الآخـر قـرر (انتفاضـة الأقصـى) ومـا نجـم عنهـا
شـركة نبيـل لصناعـة الأحذيـة السـيد الانجـرار وراء الإسـتيراد وإيقـاف التصنيـع مـن إغلاقـات وصعوبـات في التوصيـل
اسـماعيل الجعبري رسـالة إلـى الحكومة
الفلسـطينية قائاًل“ :على الحكومـة أو تخفيضـه”. والتنقـل”.
الفلسـطينية أن تعمـل قـدر المسـتطاع إن هـذه المشـاكل التـي نجمـت عـن وفي هـذا الخصـوص يضـرب لنـا الجعبري
على حمايـة هـذه المصانـع ،فنحـن المنافسـة بيـن المنتج المحلـي والمنتج مثـالا على المعيقـات التـي واجهتهـا
مقبلـون على إقامـة دولـة فلسـطينية الصينـي الـذي أغـرق الأسـواق قـد
ولا نملـك مـوارد طبيعيـة ولا بتـرول، اسـتدعت أصحـاب المصانـع والشـركات
لـذا علينـا دعـم مصانعنـا التـي هـي أن يضعـوا حلـولا وبدائـل للمحافظـة
أسـاس اقتصادنـا الوطنـي ،وفي حـال على ثباتهـم واسـتمراريتهم ،فشـركة
انعدمـت هـذه المصانـع فلـن يتبقـى نبيـل للأحذيـة وضعـت خطتهـا وقـررت
لدينـا إلا جلـب مسـاعدات مـن الخـارج، أن تسـتمر بالسـير بخطـى ثابتـة ،وفي
فال نريـد بنـاء دولـة فلسـطينية تعتمد نفـس السـياق أردف الجعبـري قائاًل
على مسـاعدات ،بـل دولـة تعتمـد على “لقـد قـررت الشـركة العمـل على إيجـاد
بديـل للمسـتهلك الفلسـطيني ،ذو
اقتصادهـا الذاتـي”. جـودة عاليـة وبأسـعار قريبـة من أسـعار
12

