Page 9 - مجلة اقتصادنا - العدد الرابع
P. 9

‫‪ --‬مقــالة ‪--‬‬

‫الســوق ولا تترك الزبائن يبنون الإحلال‬                ‫على اســتراتيجيات وأدوات ترويجيــة‬                   ‫بقلم عبدالناصر نظمي دعنا‬
‫وفقا لتجاربهــم بل تعول على الأدوات‬                   ‫لبنــاء وتعزيز صورة ذهنيــة مميزة في‬
‫الترويجيــة مثــل الإعــان والعلاقات‬                  ‫ذهن الزبائن ســيما أن ســر المنافسة‬           ‫الصــــورة الذهـــــنية‬
‫العامة والشــبكات الاجتماعية والتي‬                    ‫الناجحة يكمن في مدى قدرة الشــركة‬
                                                      ‫في دفــع الزبائــن على تمييــز القيم‬          ‫للمنتجـات الفلسطينية‬
              ‫ترسم الصورة المخطط لها ‪.‬‬                ‫والعروضــات عن المنافســين‪ ،‬بمعنى‬
                                                      ‫آخر أن المنافســة تعتمــد على الصورة‬          ‫ما بين الإحــلال وإعادة‬
‫النظر عبر النافــذه بدلاً من النظر‬                    ‫الســيكولوجية التي تعلق في أذهان‬
                                                      ‫الزبائن أكثر من القيمة المادية النفعية‬                  ‫الإحلال‬
                             ‫في المرآة‬                ‫لأن الأخيــرة هي الزامية وقد تتوفر عند‬
                                                                                                    ‫في عصــر يتســم بتســارع تأثيــرات‬
‫المحدد والموجه للفكرة والصورة المراد‬                                                      ‫المنافس‪.‬‬  ‫العولمــة واحتــدام المنافســة على‬
‫بناءها في عقل الزبائن لتمييز الســلع‬                                                                ‫المســتوى العالمي وانعكاساتها على‬
‫والخدمــات هــي خصائــص وتوجهات‬                                       ‫إستثمار طويل الأمد‬            ‫الأســواق المحلية إضافة الى التطورات‬
‫وإدراك الزبائــن‪ ،‬والتــي بدورهــا تتأثر‬                                                            ‫التكنولوجيــة وما القته من ظلال على‬
‫باستراتيجيات المنافســين‪ ،‬وبالرجوع‬                    ‫يتطلــب بناء الصــورة الذهنية للعلامة‬         ‫ديناميكيــة البيئــة التي تنشــط بها‬
‫للتوجه الشــمولي للتســويق فإن كل‬                     ‫التجاريــة تكاليف عالية وجهود مكثفة‬           ‫الشركات‪ ،‬لم يعد بناء الميزة التنافسية‬
‫النشاطات الإســتراتيجية والتكتيكية‬                    ‫لذا تعزف العديد من الشركات المحلية‬            ‫خيارًا بل ضرورة استراتيجية لبقاء وتطور‬
‫تستقى من خصائص الزبائن ودوافعهم‪.‬‬                      ‫عن الاهتمــام به باعتبــاره عبئا يثقل‬         ‫الشــركات‪ .‬والشــركات الفلســطينية‬
‫فالإســتراتيجية الإحلالية الناجحة هي‬                  ‫كاهل الشــركة وهذه الثقافة الخاطئة‬            ‫بتنوع أحجامها كنظيراتها من الشركات‬
‫التي تلمس دوافع المســتهلك مباشرة‬                     ‫هــي التي تحــول دون النجــاح‪ ،‬حيث‬            ‫في الدول الأخرى‪ ،‬تسعى لبناء مكانة‬
‫ولا تتــرك لتصــورات ورؤى مســؤولي‬                    ‫أن الإحلال وبناء الصــورة الذهنية هي‬          ‫ســوقية والمحافظة عليها‪ ،‬لكن هناك‬
                                                      ‫اســتثمار اســتراتيجي له عوائد عالية‪،‬‬         ‫إغفــال نســبي لأهمية الإحــال وبناء‬
                    ‫التسويق في الشركة‪.‬‬                ‫وهــذا ما جعل شــركات عالميــة تتربع‬          ‫الصورة الذهنيــة المميزة عن المنتجات‬
                                                      ‫على رأس التصنيــف العالمــي لســعر‬            ‫والعلامــات التجاريــة الخاصــة لتلــك‬
              ‫تجارب شركات عالمية‬
                                                                      ‫الماركات ‪.BRAND VALUE‬‬                                             ‫الشركات‪.‬‬
‫تجربة ‪ VOVLO‬عندمــا ركزت على بناء‬
‫مفهوم الأمان العالــي (‪)SAFTY‬كصورة‬                    ‫الإحلال وإعــادة الإحــال للصورة‬              ‫الشــركات الفلســطينية وبنــاء‬
‫ذهنيــة حيث اســتنبطت مــن دوافع‬
‫الخــوف والبحث عن الأمــان عند الفئة‬                  ‫الذهنية (‪)Positining& Reposition‬‬                                    ‫الصورة الذهنية‬
‫المســتهدفة مما ســاهم إلى حد كبير‬
‫في نجــاح وزيــادة الحصة الســوقية‬                    ‫كما هو حال ســوق الأعمال الذي يتصف‬            ‫الاســتراتيجيات المتبعة من الشــركات‬
‫للشركة مقارنة بشــركات أخرى امتازت‬                    ‫بالديناميكيــة والثابت فيه الوحيد هو‬          ‫الفلسطينية في معظمها تتمحور حول‬
                                                      ‫التغير‪ ،‬فإنــه يتوجب على الشــركات‬            ‫تطويــر المنتجات والخدمــات وتصميم‬
           ‫بالأداء والاستهلاك الاقتصادي‪.‬‬              ‫مراجعة كفاءة وتقييم الصورة الذهنية‬            ‫سياســات تسعير منافســة والسيطرة‬
‫تجربــة شــركة ‪ Swatch‬للســاعات‬                       ‫لعلاماتها التجارية ومنتجاتها حيث أن‬           ‫على قنــوات التوزيــع‪ ،‬ومجمــل هذه‬
‫حيث حققــت منافســة قويــة فبدلا‬                      ‫اســتراتيجية بناء الصــورة الذهنية قد‬         ‫الأنشطة يساهم في بناء قيمة سوقية‬
‫من التركيز على المنافســة الســعرية‬                   ‫تتغير مع تطــورات الســوق وتطورات‬             ‫لكــن لا يضمن إيصال هــذه القيمة الى‬
‫والخصم السعري كما هو الحال لشركات‬                     ‫أذواق وتفضيلات الزبائن أو عند دخول‬            ‫ذهن الفئات المســتهدفة في السوق‬
‫الساعات اليابانية ركزت على بناء فكرة‬                  ‫أسواق جديدة فهنا يتطلب من الشركة‬              ‫وإقناعهم بالمزايا‪ ،‬لذا لا بد من الاعتماد‬
‫“‪ ”fashion watch‬أي ســاعة الموضــة‬                    ‫إعادة إحلال الصورة الذهنية بما يتوافق‬

           ‫والإكسسوارات كصورة ذهنية‪.‬‬                                             ‫مع الوضع القائم‪.‬‬
‫‪ Blackberry‬في إحلالهــا ركــزت على‬
‫بناء فكرة “الهاتــف التنفيذي للأعمال‬                    ‫الصورة الذهنية لا تترك للصدفة‬
‫“‪ ”Business Executive Phone‬كصورة‬
‫ذهنية لقيت رواجًا واسعًا بالأخص عند‬                   ‫عمليــة الإحلال وبناء الصــورة الذهنية‬
                                                      ‫للمنتــج والعلامة التجاريــة تأتي بعد‬
                  ‫رجال الأعمال والإداريين‪.‬‬            ‫جهود تسويقية مكثفة منظمة بشكل‬
                                                      ‫مخطط تعتمــد على تحليل الســوق‬
              ‫عبدالناصر نظمي دعنا‬                     ‫ودراســة الزبائــن وتحليلهــم اعتمادًا‬
                                                      ‫على مجموعــة مــن العلــوم أبرزهــا‬
    ‫‪ -‬محاضر التسويق في كلية العلوم الأدارية –‬         ‫الإنســانية والإجتماعية ( سيكولوجي‪،‬‬
                                                      ‫سوسيولوجي‪ ،‬أنثروبولوجي ‪ ،)...‬حيث‬
                     ‫جامعة بوليتكنك فلسطين‪.‬‬           ‫أن الشركة تحدد الصوره بناًء على دراسة‬

    ‫‪ -‬محاضر تسويق غير متفرغ – جامعة الخليل‪.‬‬

       ‫‪ -‬مدرب معتمد في مجال التسويق وريادة‬

                                            ‫الأعمال‪.‬‬

‫‪9‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14