Page 45 - Book final 1march
P. 45
العدد الثاني -السنة الأولى أذار 2017
اعادة هيكلة جامعة بغداد بين الجامعة ال�شاملة والجامعات التخ�ص�صية
أ.د .خالد شهاب المختار/عميد كلية العلوم الأسبق في جامعة بغداد
-1مقدمة:
تعتبر جامعة بغداد أول وأكبر مؤسسة في العراق خرجت مئات الالاف من الطلبة .ابتدأ التعليم العالي في العراق منذ أكثر من مائة عام مع
تشكيل كلية الحقوق ومن ثم كلية الهندسة وكلية الطب وباقي الكليات التي بدأت تتشكل تباعا.
في عام 1956شرع أول قانون لتأسيس جامعة في العراق تحمل أسم جامعة بغداد ومن ثم في عام ُ 1957عين أول رئيس للجامعة ومجلس
تأسيسي ليقوم بالدراسات والتطوير المطلوب للكليات والمعاهد .وفي عام 1958تم تشريع قانون اخر لجامعة بغداد اذ تم الاعتراف بقيام
الجامعة ومجلسها الذي يدير الشؤون العلمية والادارية وضمت الجامعة الكليات والمعاهد القائمة انذاك.ونظرا لزيادة متطلبات الوطن
التنموية والحاجة المتزايدة الى الاختصاصات المختلفة فرض على الجامعة التوسع من حيث اعداد الطلبة وملاكاتها الفنية ومد نشاطها الى
عدد من المدن العراقية لتشكيل جامعات جديدة ساهمت جامعة بغداد بشكل مباشر أو غير مباشر في تأسيسها وتطويرها حيث كانت
ولازالت بمثابة الجامعة الأم لجميع الجامعات العراقية.واستمرت الاعداد للكوادر الطلابية والتدريسية والوظيفية الأخرى بالازدياد كذلك
استمرار استحداث كليات ومعاهد ومراكز بحثية جديدة اذ بلغت 24كلية و 6معاهد والعديد من المراكز البحثية ونذكر هنا ان اعداد الطلبة
المخطط لضمهم الى الجامعة عند تأسيسها كان لايتعدى عدة الاف وصل الان العدد الى أكثر من مائة ( ) 100الف طالب وطالبة واكثر من
( ) 12اثنى عشر الف تدريسي ..كذلك نشير الى البعد الجغرافي لكليات الجامعة هو عامل سلبي أخر يضاف.
ونظرا الى هذا التوسع في اعداد التدريسيين والطلبة واعداد الكليات وتباعدها فان وضع الجامعة الحالي من حيث الهيكلية والتنظيم يستدعي
المراجعة واعادة النظر في كثير من الأمور والتي نعتقد انه ينبغي اتخاذها لغرض تحسين الاداء والارتقاء بجامعتنا العزيزة علينا جميعا.هناك
هدفين في كيفية التعامل مع الموضوع والتي سنتطرق اليها في دراستنا الحالية الا وهي الجامعات التخصصية والجامعة الشاملة.
45

