Page 43 - Book final 1march
P. 43

‫العدد الثاني ‪ -‬السنة الأولى أذار ‪2017‬‬

                                    ‫ا�سـتقلاليـة‬
                                    ‫الجــامعـات‬
                                    ‫العـراقيـة‬
                                    ‫هل أ��صبحت‬
                                    ‫�ضـــرورة ؟‬

    ‫أ‪.‬د‪ .‬خالد شهاب المختار ‪ -‬عميد كلية العلوم الأسبق ‪ /‬جامعة بغداد ‪ -‬دكتوراه دولة في العلوم ‪ /‬فرنسا‬

                                                                                          ‫مقدمـة‬

    ‫ان موضوع الدعوة الى استقلالية الجامعات هي ليست حديثة العهد وانما هو موضوع قديم وصراع بين مدرستين الاولى تدفع بأتجاه‬
    ‫استقلالية الجامعات والابتعاد عن الدولة والثانية باتجاه ربط الجامعات بنظام مركزي ولابد من الاشارة الى ان الكثير من البلدان عند تأسيسها‬
    ‫اول جامعة رسمية فأن ارتباطها يكون بالسلطة التنفيذية مباشرة وقبل انشاء وزارة تخصصية تحمل اسم التعليم العالي كما هو الحال في‬

                                                 ‫جامعة بغداد والتي تاسست عام ‪ 1958‬وكان ارتباطها المباشر بمجلس الوزراء ‪.‬‬
    ‫ان فكرة الاستقلالية لازالت غير واضحة لدى الكثير او لربما يشوبها الغموض تحتاج الى معالم طريق واضحة ‪ .‬في نظام التعليم العالي العراقي‬
    ‫نجد ان وزارة التعليم العالي تتدخل اداريا وماليا وعلميا بشكل مباشر في شؤون الجامعات والكليات والمعاهد بل واحيانا في شؤون الاقسام‬
    ‫العلمية وفي ادق التفاصيل بدون الرجوع الى الجامعة أو احيانا حتى دون استشارتها ولربما يعزى ذلك الى الظروف التي مرت بها بلادنا مما‬
    ‫ادى الى العمل بالنظام المركزي ‪ .‬بل وزاد في الطين بله كما يقال انه في غياب العمل المؤسساتي القائم على الثبات والاستقرار فانه كثيرا ماتصدر‬
    ‫قرارات تتبع نفس المسؤول الأعلى في الوزارة وهذا يعني التغير المستمر وعدم الثبوت في سياسات الوزارة نتيجة لتغير شخص الوزير في ظل‬
    ‫غياب العمل المؤسساتي المخطط له والمعد مسبقا من قبل مجلس اعلى يخطط لمستقبل التعليم العالي في العراق ‪ .‬الوزراء عادة ما يكون‬

                  ‫لهم توجهات سياسية وحزبية معينه ولربما يتم تطبيق سياسة الجهة التي ينتمي اليها فارضا اياها على سياسة الوزارة ‪.‬‬
    ‫كذلك نشير الى ان الجامعات يجب ان لاتكون منبرا للترويج لفكر معين وتحشيد الجماهير الطلابية باتجاه محدد وانما يجب ان تكون‬

                                    ‫الجامعة منبرا مستقلا للعلم والثقافة واشاعة الروح الوطنية وبناء المواطن الصالح لخدمة بلده ‪.‬‬

    ‫شريحة العلماء الى علماء في خدمة السلطان كما تم استخدام الكثير منهم‬                         ‫المدرسة الاولى ( الاستقلالية)‬
                                         ‫من قبل بعض الانظمة ‪.‬‬
                                                                           ‫اصحاب هذه المدرسة ينظرون الى ضرورة منح الجامعة الادارة اللامركزية‬
    ‫ولدى استطلاع اراء العديد من التدريسيين القيادين في كلية العلوم‪ /‬جامعة‬  ‫في ادارة شؤونها وان الجامعة هي مؤسسة مدنية لايجوز اخضاعها لسطوة‬
                         ‫بغداد فأن المؤيدين لهذه المدرسة يرون ان ‪:‬‬         ‫التقاليد الحكومية المركزية اذ يحصل تدخل في اعمال الجامعة والكلية‬
                                                                           ‫وشؤون الاستاذ وهذا يعني قمع للحرية العلمية والذي يؤدي الى انحسار‬
    ‫‪ -1‬الاستقلالية يجب ان تتم وفق نظام واضح وشفاف له ضوابط وأليات‬
    ‫ولابد من قوانين ولوائح تنظم اعمال الجامعات وانشطتها الادارية والمالية‬                 ‫التقاليد الجامعية‪ .‬وبالتالي فأنها تصبح غير محصنة ‪.‬‬
                                                                           ‫إن استقلالية الجامعة لدى اصحابها تعني اعطاء الجامعة استقلالية اكبر‬
                 ‫مع حرص منتسبي الجامعة على تطبيق ذلك بكل تجرد ‪.‬‬            ‫واوسع لاتخاذ القرارات الملائمة وان يكون للجامعة ارادتها وان تحكم‬
    ‫‪ -2‬الجامعات لها ارادتها وتحكم نفسها بنفسها وان لايكون للوزارة او اي‬    ‫نفسها بنفسها وان لايكون للوزارة دور في تعيين رؤساء الجامعات‬
                                                                           ‫والقرارات الفوقية المرتبطة بالسياسات الحكومية ‪ .‬اي معنى ذلك تأمين‬
                         ‫مجلس اعلى دور في تعيين رؤساء الجامعات ‪.‬‬           ‫الاستقلالية العلمية والادارية والمالية وان تكون نظرة الدولة الى الجامعة‬
    ‫‪ -3‬ابعاد الجامعات عن الصدامات الحزبية والسياسية والحفاظ على حرمتها ‪.‬‬   ‫هو بنوع من الاحترام وكون العاملين فيها هم صفوة المجتمع لا ان ينظر‬
    ‫‪-4‬عدم اضفاء اي بعد سياسي على وظائف رؤساء الجامعات لكي لايفقد‬           ‫للعلماء كما ينظر لاي موظف من موظفي الدولة ولا ان يتم تحويل‬

                                     ‫هذا الموقع بريقه الاكاديمي ‪.‬‬
    ‫‪ -5‬فيما يخص تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمناصب الأكاديمية‬

‫‪43‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48