Page 34 - Book final 1march
P. 34

‫العدد الثاني ‪ -‬السنة الأولى أذار ‪2017‬‬

‫أن ينتقل الى مدرسة أخرى كي يكمل تعليمه‪ ،‬فكانت مدرسة بعقوبة‬                                   ‫بداياته الأولى ونشأته 	‬
‫الابتدائية الاولى التي تأسست في العام ‪ 1913‬ليواصل دراسته فيها‪ ،‬لقد‬
‫كان بحق طفلا متميزا متعطشا للعلم والمعرفة لم يثنه بعد المسافة‬          ‫ولد الدكتور عبد الحميد كاظم في الخامس عشر من آيار عام ‪1912‬‬
‫بين البيت والمدرسة‪ ،‬فكان كل يوم يستيقظ باكراً ليذهب سيراً على‬          ‫في قرية السبتية التابعة لقضاء الخالص في لواء ديالى من عائلة السادة‬
‫الأقدام الى المدرسة‪ ،‬وكان عليه أن يعبر نهر ديالى في طريقه الى المدرسة‬  ‫التي تنتسب الى الدوحة المحمدية‪ ،‬توفيت والدته وهو صغير السن‬
‫وعندما لا تتوفر له واسطة عبور وهي العبارة آنذاك فقد عبر النهر‬          ‫فتزوج والده من أخت زوجته لتعتني بابن اختها‪ ،‬فنشأ عزوفا عيوفا‬
‫سباحة أكثر من مرة‪ .‬وإضافة الى مثابرته فقد كان تلميذا متفوقا ومثالا‬     ‫مترفعا عن صغائر الأمور حاملا هم قريته ثم مدينته‪ ،‬ولما كبر كبرت‬
‫يحتذى به‪ .‬وكان أهل القرية يعجبون بذكائه ورجاحة عقله رغم صغر‬            ‫معه أحلامه وآماله وصار يحمل هم العراق الذي كان الجهل والأمية‬
‫سنه كما روى لي أحد الزملاء عما سمعه من الذين عاصروه من اهل‬             ‫تخيمان على الكثير من مناطق ريفه وحضره‪ .‬كان يسكن قرية جبينات‬
‫قريتة‪ .‬ولم يكن ذلك الإعجاب مقتصرا على أهل القرية‪ ،‬فقد نال المرتبة‬      ‫قرب بعقوبة ثم انتقل الى قرية الهويدر المجاورة وكان السيد كاظم‬
‫الاولى على مستوى لواء ديالى في العام ‪ ,1926‬وكان من ابرز المتعلمين‬      ‫والده من الشخصيات المعروفة ‪ .‬لقد حمل الشاب عبدالحميد كاظم‬
‫الذين تخرجوا من تلك المدرسة‪ .‬ثم دخل دار المعلمين الابتدائية يوم‬        ‫هم التربية والتعليم في العراق منذ مراحل حياته الأولى‪ .‬ومن القرية‬
‫كان المعلم الشخصية المرموقة في مدن العراق وقراه‪ ،‬وسكن القسم‬            ‫الصغيرة الى المدينة ثم الى العاصمة بغداد وبعدها الى بيروت‪ .‬وتزداد‬
‫الداخلي فكان يشاركه في الغرفة الاديب والصحفي المعروف شاكر علي‬          ‫طموحاته كلما تقدمت سن ّي دراسته حتى أخذ ذلك الحمل الى أمريكا‬
‫التكريتي‪ ،‬فتخرج فيها عام ‪ ،1930‬ونتيجة لنبوغه وكفاءته فقد حاز‬           ‫حيث نضجت لديه الأفكار التي كان يحملها لنهضة التعليم في العراق‬
‫في العام ‪ 1932‬على بعثة أوفد بموجبها لإكمال دراسته في الجامعة‬           ‫والتي توجت بالرسالة التي نال بها شهادة الدكتوراه وهي خطة اعادة‬
‫الأمريكية ببيروت وحصل على الشهادة الجامعية بمدة سنتين‪ .‬سكن‬
‫بعد عودته من لبنان في جانب الكرخ من بغداد‪ ،‬منطقة سوق الجديد‬                                        ‫تنظيم إعداد المعلمين في العراق‪.‬‬
‫المعروفة بأصالة أهلها وتميزهم بالنخوة والشهامة العربية‪ .‬لبث سنتين‬
                                                                                        ‫مؤهلاته العلمية والأكاديمية‬

                                                                       ‫دخل عبد الحميد كاظم مدرسة الهويدر الابتدائية التي تأسست في‬
                                                                       ‫العام ‪ 1921‬وكانت الدراسة فيها لغاية الصف الرابع الإبتدائي فكان عليه‬

                                                                                                                                            ‫‪34‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39