Page 35 - Book final 1march
P. 35
العدد الثاني -السنة الأولى أذار 2017
إرساء قواعد مهمة للتعليم التكنولوجي في العراق .ونظرا لإمكانياته في بغداد كان خلالها يتطلع للإستزادة من العلم والتحصيل.
العلمية والإدارية المتميزة فقد وقع الإختيار عليه ليكون في الفريق
المؤسس وأول عميد لكلية الهندسة في جامعة النهرين (جامعة صدام ميزاته الشخصيته
سابقا) .ومن ثم انتقل الى جامعة بغداد ومنها الى الجامعة الأردنية.
وماجد من مواليد 1944تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لقد كان الدكتور عبدالحميد كاظم ذا شخصية تربوية أريحية حظيت
ويعمل في الاعمال الحرة في بغداد .والأستاذ الدكتورمحمد باسل من بأحترام كل من تعامل معه سواء في الحقل التربوي أوالسياسي .كان
مواليد 1954حصل على الدكتوراه في الهندسة المعمارية ويعمل أستاذا الجميع يكنون له الاحترام والتقدير فمنزلته العلمية وخصاله الحميدة
في الجامعة الأردنية وفي الجامعة الأردنية الألمانية إضافة الى كونه جعلت منه صديقا صدوقا لجميع من عرفوه وتعاملوا معه .فقد كان
استشارياً في التخطيط الحضري والاقليمي لعدة جهات دولية وخاصة. متواضعا ،ملتزما بمبادئ العروبة والاسلام الحنيف .يكثر من المطالعة
إن المؤهلات الذاتية التي تميز بها الدكتور عبد الحميد كاظم ومواظبته ويهوى السباحة والبستنة ،وكان بعيدا عن الخصومات والمماحكات ,ولم
على إكمال دراسته الاولية والعليا رغم الظروف الصعبة قد صقلت يكن يرغب استعمال لقبه العائلي على الرغم من كونه ينتمي الى ألبو
شخصيته العلمية والثقافية وكانت عاملا ايجابيا في ارتقائه الى أعلى أسود وهم من السادة السامرائية لأنه كان يرى في بعض الألقاب مدعاة
سلم المسؤوليات في الدولة العراقية فكان من انجح وزراء المعارف للتنابز والتفرقة بين العراقيين ،كما كان محبا لوطنه حبا ج اّمً ،ودودا
مجاملا مع زملائه وتلامذته ،وأنا شخصيا أذكر ذلك اليوم الذي أعقب
(التربية) في العهد الملكي. السباقات الرياضية للمدارس والذي كان عادة ما يمنح عطلة للتلاميذ،
لم أذهب للمدرسة ذلك اليوم وظن والدي بأنني أتلكأ في الذهاب الى
التدرج الوظيفي والمناصب التي شغلها المدرسة وأراد أن يوبخني لأنه لم يكن عطلة رسمية موثقة ،وبالإندفاع
الطفولي قلت له سأتصل بالوزير لأتأكد ،فقد كنت أعرف رقم هاتفه
تم تعيين عبد الحميد كاظم ،بعد تخرجه من دار المعلمين الابتدائية، بسبب صداقتي مع ابنه مازن .وحصل أن رفع سماعة التلفون الوزير
معلما في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية في الأعظمية عام بنفسه ،فقلت له عمو أليس اليوم عطلة للمدارس؟ فرد علي بصوت
1930قضى فيها سنتين وكانت مدرسة نموذجية بحق تابعة للدولة حنون نعم عمو اليوم عطلة ،قلت له أبي يوبخني لأني لم أذهب للمدرسة
تضاهي أفضل المدارس البريطانية وكنت أنا شخصيا أحد التلاميذ فيها ولا أذكر بالضبط ما قاله ولكن ما معناه (سلم لي على ابوك وقل له لا
في بداية الخمسينات .وبعد حصوله على الماجستير من الولايات المتحدة يقلق) .لقد كان عطوفا ودودا يعود المريض ،ويصل الرحم ،ولا ينقطع
عام 1937عاد الى العراق مستأنفا العمل في دار المعلمين الابتدائية ثم عن زيارة اصدقائه واقربائه ومحبيه في المناطق القريبة من الهويدر
انتقل الى دار المعلمين العالية عام 1938وقد حصل على الترقية الى وسوق الجديد وغيرها ،وكان كثيرا ما يرسل المعونات للأقرباء المعوزين.
مرتبة أستاذ مساعد في أيلول عام ,1941وبعد حصوله على الدكتوراه ويزورهم بين حين وآخر حتى توفاه الله في أيلول من عام ،1976ألا
تمت ترقيته الى مرتبة أستاذ .استمر بالتدريس في دار المعلمين العالية رحمة الله عليه وجزاه عن أجيال العراق خير الجزاء وجعل أعماله في
وأصبح وكيلا للعميد عام 1948ثم أصبح عميدا لكلية دار المعلمين
العالية (كلية التربية) .ومن لطائف المنافسات الأكاديمية أن الدكتور ميزان حسناته.
عبد العزيز الدوري كان عميدا لكلية الآداب والعلوم آنذاك وكان يرى
ان تكون المختبرات العلمية تابعة لكليته وليس لدار المعلمين العالية، حياته الأسرية
ولكن الدكتور عبد الحميد كاظم كان يرى ضرورة أن يكون خريجو
دار المعلمين العالية مؤهلين تأهيلا متميزا لأنهم سيكونون المدرسين تزوج الدكتور عبد الحميد كاظم عام 1939من سيدة فاضلة من الأسرة
الذين يعول عليهم في إعداد طلبة ثانويات العراق ليكونوا قادة التربوية أيضا تلك هي السيدة أسماء حسين شاكر الالوسي من مواليد
المستقبل بعد تخرجهم من الكليات المتخصصة ولذلك يجب المحافظة بغداد .1919وعائلتها هي الأخرى حسينية النسب وجدها الاكبر
على تكامل دار المعلمين العالية من مختبرات وتجهيزات وما الى ذلك مستشار السلاطين مفتي زمانه العلامة الكبير ابو الثناء الالوسي .وكانت
فانتهى الخلاف لصالحه ،فكانت كلية دار المعلمين العالية بحق الجهة قد امتهنت التعليم في مدرسة الأعظمية الثانية الابتدائية للبنات ،فسكنوا
التي تعنى بتهيئة أجيال التربويين المؤهلين الذين كرس الدكتور عبد الاعظمية ،محلة السفينة ،ثم انتقلوا الى شارع الضباط .رزقوا بثلاثة
الحميد كاظم حياته من أجل اعداد وتنفيذ الخطط الرامية الى النهوض أولاد ،كان منهم الأستاذ الدكتور مازن عبدالحميد من مواليد 1942نال
بالتربية والتعليم الى أعلى المستويات .وبذلك يظهر حرصه الكبير على الدكتوراه في الهندسة الالكترونية من بريطانيا وعمل استاذا في الجامعة
بناء المؤسسة التعليمية على أسس علمية موضوعية بعيدا عن الذات. التكنولوجية ببغداد ورئيسا لقسم الهندسة الكهربائية لسنين عديدة كان
خلالها من أكفأ الأساتذة علما وإدارة وتدريسا وقد أسهمت أفكاره في
35

