Page 37 - Book final 1march
P. 37

‫العدد الثاني ‪ -‬السنة الأولى أذار ‪2017‬‬

    ‫وفي آذار من العام ‪ 1958‬أبدى الدكتور عبد الحميد كاظم عزمه على‬        ‫بلغ في أيلول عام ‪ 1957‬مئتان وثلاثون مدرسا‪ .‬وفي تموز ‪ 1957‬فقد قام‬
    ‫توحيد شؤون التعليم بين العراق والأردن فقام باقتراح توحيد المناهج‬    ‫بزيارة لإيران لتوطيد العلاقات الثقافية وحسن الجوار‪ .‬ثم ما لبث حتى‬
    ‫وطرق التدريس في جميع المراحل الدراسية بين البلدين وأكد ذلك في‬       ‫التقى بالوزير الياباني المفوض لدى العراق في آب من عام ‪ 1957‬وتناقش‬
                                                                        ‫معه حول تنمية التعاون الثقافي بين العراق واليابان‪ .‬كما أنه عقد اتفاقية‬
       ‫محادثاته مع وزير التربية والتعليم في المملكة الاردنية الهاشمية‪.‬‬  ‫ثقافية مع الصين في آب عام ‪ 1957‬اكد فيها على تعزيز التعاون الثقافي‬
    ‫وهكذا برز نشاط الدكتور عبد الحميد كاظم الثقافي والتعليمي على‬        ‫وتبادل الخبرات العلمية وايفاد الطلبة من كلا الجانبين ومدتها عشر‬
    ‫الصعيدين الداخلي والخارجي الهادف الى تعزيز مكانة العراق بين‬         ‫سنوات‪ ,‬وقد أشار الدكتور عبد الحميد كاظم من طرفه الى ان العراق‬
    ‫الدول وخصوصا التعاون الثقافي والعلمي مع البلاد العربية والاجنبية‬
    ‫بما يخدم البلدان التي كانت بحاجة الى خبرات العراق في مجال التربية‬        ‫يعمل دائما على تقوية علاقاته الثقافية مع مختلف بلدان العالم‪.‬‬
    ‫والتعليم من جهة والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في تطوير‬         ‫واضافة الى سعيه الدائم لاستقدام الخبرات الاجنبية لخدمة العملية‬
                                                                        ‫التعليمية في العراق فقد استقدم بعض المفتشين الاجانب المختصين في‬
                   ‫قدرات العراق في التربية والتعليم من جهة ثانية‪.‬‬       ‫اللغة الانكليزية وتغييرهم دوريا لغرض التنويع في اكتساب الخبرات من‬
    ‫لقد تميزت الفترة التي قاد فيها مسيرة التربية والتعليم في العراق‬     ‫قبل الكوادر العراقية‪ ،‬وقام بمفاتحة الحكومة الايطالية في أيلول من العام‬
    ‫بالإنجازات العظيمة وإن أحد أهم الإنجازات التي قدمها لشعبه وأمته‬     ‫‪1957‬عن طريق المفوضية العراقية في روما لاستقدام أساتذة ايطاليين‬
    ‫هي مشروع جامعة بغداد الذي تحقق عام ‪ 1959‬واقترح لرئاستها‬
    ‫الدكتور متي عقراوي‪ .‬ذلك المشروع الذي تبرعمت عنه جامعتي‬                               ‫للإستفادة من خبراتهم في معهد الفنون الجميلة‪.‬‬
    ‫الموصل والبصرة حتى بلغ عدد الجامعات العراقية العشرات‪ .‬والفضل‬        ‫هذا وقد اهتم الدكتور عبد الحميد كاظم بتبادل البعثات الثقافية مع‬
                                                                        ‫البلدان العربية فزاد في عدد الطلبة الجزائريين في الكليات والمعاهد العالية‬
                  ‫الأول في ذلك يعود الى الدكتور عبد الحميد كاظم‪.‬‬        ‫وأكد ذلك بقوله « ان ابواب المعاهد العراقية مفتوحة على مصراعيها‬
                                                                        ‫للطلبة الجزائريين»‪ ,‬وفي ذات الوقت تم ابتعاث خمسة وتسعون طالبا‬
           ‫رعاية المؤتمرات التربوية المحلية والدولية‬                    ‫عراقيا الى الجامعات المصرية في ايلول من عام ‪ .1957‬كما تم اتخاذ كافة‬
                                                                        ‫الاجراءات المناسبة من قبله لزيادة عدد المقاعد الدراسية للطلبة المغاربة‬
    ‫لم تقتصر اهتمامات الدكتور عبد الحميد كاظم على التخطيط والتنفيذ‬      ‫في الكليات والمعاهد العراقية وأكد اثناء اجتماعه مع سفير العراق لدى‬
    ‫لنشاطات التربية والتعليم وبناء العلاقات الثقافية من خلال العديد‬
    ‫من الاتفاقيات الثنائية والعامة ولكنه أبدى اهتماما واضحا في عقد‬                 ‫المغرب على ضرورة تقوية العلاقات الثقافية بين البلدين‪.‬‬
    ‫المؤتمرات التربوية وانجاحها‪ .‬وقد أكد هذا التوجه خلال ترأسه اجتماعا‬  ‫افتتح الدكتور عبد الحميد كاظم في أيلول من العام ‪ 1957‬دارا للمعلمين‬
    ‫موسعا عقده لعمداء الكليات والمعاهد العالية في بغداد في حزيران‬       ‫في مدينة فاس بالمملكة المغربية وتم اختيار عدد من المدرسين العراقيين‬
    ‫عام ‪ 1954‬وحضره المدراء العامون في الوزارة‪ .‬تقرر في ذلك الاجتماع‬     ‫للتدريس فيها لغرض اعداد معلمين متمكنين باللغة العربية للتدريس في‬
    ‫التأكيد على ضرورة تشخيص المشكلات والإحتياجات التي تواجهها‬           ‫مدارس المغرب العربي لمجابهة الإفساد الذي أحدثه الاستعمار الفرنسي في‬
    ‫المؤسسات التعليمية‪ ,‬ووضع الحلول اللازمة لها قبل بدء العام الدراسي‬   ‫دول المغرب العربي‪ .‬ومن المآثر التي تحسب له ارساله لعدد من أساتذة‬
    ‫الجديد‪ ،‬فضلا عن مشاركته في الاجتماع الذي عقده مجلس المعارف‬          ‫الكليات العراقية الى القاهرة عام ‪ 1958‬لإلقاء سلسلة من المحاضرات‬
    ‫التنفيذي في الشهر نفسه والذي تم فيه مناقشة اكثر من عشرين‬            ‫على طلبة معهد الدراسات العربية كمساهمة عراقية لتعزيز أواصر‬
    ‫موضوعا مع الحلول اللازمة لها من أجل دفع المسيرة التعليمية الى‬
    ‫الامام‪ .‬كما حرص الدكتور عبد الحميد كاظم على ضرورة إلغاء القيود‬                            ‫التبادل الثقافي الداخلي بين البلاد العربية‪.‬‬
    ‫التقليدية والاعداد لمؤتمر موسع يضم مدراء المعارف في الالوية والذي‬   ‫وفي شباط من العام ‪ 1958‬ترأس الدكتور عبد الحميد كاظم وفد الجانب‬
    ‫انعقد في آب ‪ 1957‬وفق منهاج أنموذجي وبوقت مبكر يبين مدى تقدم‬         ‫العراقي للتوقيع على اتفاقية مع المانيا الغربية تضمنت انشاء ثانوية‬
    ‫سياسة التربية والتعليم في العراق مع أحسن الوسائل الممكنة لزيادة‬     ‫للصناعات الميكانيكية تقدم المانيا الغربية بموجبها المكائن والآلات‬
    ‫عدد المدارس ورفع مستوى التعليم وتطوير الكتب والمناهج الدراسية‪،‬‬      ‫والمواد الاحتياطية مع عدد من الخبراء لتدريب الكوادر العراقية‪ ،‬كما‬
    ‫ودراسة احتياجات كل لواء من معلمين ومدرسين مؤكدا على اتخاذ‬           ‫تم الاتفاق على إرسال عدد من خريجي المدرسة سنويا الى المانيا الغربية‬
    ‫القرارات اللازمة لكي تنتج ثمارها على أرض الواقع وتبني محاور حديثة‪.‬‬  ‫لإكمال دراستهم هناك على نفقة الحكومة الالمانية وبالفعل نفذ ذلك‬
    ‫ولأول مرة جرى بحث مشكلات الشباب فيما يتعلق بدراستهم وأوقات‬          ‫المشروع وتم نصب المكائن‪ .‬والذي أصبح فيما بعد النواة الطيبة للجامعة‬
    ‫فراغهم وتنظيم المعسكرات الكشفية ووضع خطة ثابتة لتنظيم الحياة‬
                                                                                                                   ‫التكنولوجية‪.‬‬

‫‪37‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42